تخطى إلى المحتوى

شهادة بيشوي سعد

Bishoy Saad’s Testimony in English

الاتنين 10 أكتوبر…12:46 صباحاً

– البداية :

مسيرة النهاردة كانت مختلفة عن المسيرتين اللى خرجوا قبل كده للتنديد بهدم كنيسة القديس مارجرس بقرية

الماريناب

الاعداد كانت ضخمة جداً مقارنةَ بقبل كده

شارع شبرا اتقفل ابتداءً من دوران شبرا..و لحد مسرة

كل ده بنى ادمين

مسلمين و أقباط

ماعجبهمش منظر فض الاعتصام الاخير قدام ماسبيرو بالقوة

و ماعجبهمش ان الكنائس بتتحرق ظلم و مافيش عقاب و ردع

ف نزلوا يهتفوا..مسلم مسيحى ايد واحدة

معظم الهتافات كانت موجهة ضد طنطاوى و المجلس

و كان معانا مسلمين اكتر من المرات اللى فاتت

مشينا طبيعى جدا ف شارع شبرا

شوية احتكاكات بسيطة و مضايقات كالعادة

بس لأن العدد كان ضخم و الناس غضبانة جداً…ماحدش تجرأ على انه يشتمنا او يتف علينا زى المرتين اللى فاتو .

– أول الغيث :

وصلنا أول شبرا بسلام

و احنا معدين ف نفق شبرا

تحت كوبرى السبتية

لقينا سيل حجارة وطوب نازل علينا من فوق الكوبرى

شوية ناس اتصابت اصابات خفيفة تم اسعافهم على طول

فضلنا واقفين تحت الكوبرى لحد لما شباب من اتحاد ماسبيرو طلعوا فوق الكوبرى

و الناس اللى كانوا بيرموا طوب اول ما شافوهم جريوا

اتأكدنا ان الحوار بسيط و ان دول مجرد اهالى مش عاجبهم منظر الصلبان اللى ف المسيرة ف قالوا يصبحوا علينا بطريقتهم !

كملنا لحد القللى

و عند مبنى هناك تابع للحى

سمعنا ضرب نار شديد جداً

الناس اتفزقت و ابتدت تجرى ف كل حته

كان فيه أب كاهن واقف فوق عربية من اللى فيها الهتّيفة اللى بيقودوا المظاهرة

اول ما لقى القلق ده مسك المايكروفون و ابتدى يهدّى الناس

و قال بالحرف الواحد :

” يا جماعة احنا مظاهرتنا دى سلمية..مهما ظهرت استفزازات او احتكاكات هاتفضل سلمية..و بعد اذنكم مش عايزين اى حد يتنرفز و يفقد اعصابه..حتى بالشتيمة او الاهانة…مش عايزين نبوظ شكل المسيرة “

.الناس هديت شوية و ابتدت الهتافات تسخن ضد المجلس و ضد طنطاوى و عنان

– المجزرة :

وصلنا عند رمسيس هيلتون و قبل ما نكمل على ماسبيرو

فيه أب كاهن طلع فوق العربية اللى بتقود المظاهرة

و قال ” يا جماعة احنا جايين نوصل رسالة و هانمشى على طول…مهما حصل مسيرتنا هاتفضل سلمية….احنا مش جايين نتخانق او نحارب…احنا بنقول يا رب و كيرياليسون ( يا رب ارحم)…ف لو اى حد جراله حاجة او اتصاب او مات…انا باقولكم انه هايتحسب عند ربنا شهيد على اسم المسيح “

زى ما يكون الأب الكاهن ده كان حاسس باللى هايحصل بعدها ب نص ساعة

الناس سمعت الكلام ده و اتحمست جداً و كملنا المسيرة

وقفت اشترى كان بيبسى من كشك قدام رمسيس هليتون

و اتصلت بامى و بأختى عشان اطمنهم عليا

المهم اتأخرت حوالى عشر دقايق

كان الجروب اللى كنت طالع معاه سبقنى بكتير و انا بقيت ف اخر المسيرة

اول ما دخلنا على الكورنيش

مرة واحدة سمعنا صوت طلقات رصاص غزيرة جداً

و مرة واحدة لقينا كل اللى قدامنا بيلفوا و يجروا علينا و بيصرخوا ” اجروا..دول بيضربوا نار “

انا افتكرت ان الجيش بيخوّفنا كالعادة بكام طلقة ف الهوا…

مرة واحدة الانوار كلها فصلت

و سمعت صوت عربية بتفرك ف الارض

بابص لقيت مدرعة جيش جاية من بعيد بسرعة جنونية

و فيه عسكرى فوق المدفع بتاعها فاتح الرشاش ف كل اتجاه

الناس كانت بتجرى زى المجانين ف كل اتجاه

و المدرعة كانت بتدهس اى حد ف سكتها

النور كان ضعيف جداً و ماحدش كان شايف قدامه تقريباً…سامعين بس اصوات صراخ و ازاز بتاع المبنى اللى قبل ماسبيرو بيتكسر من الرصاص

جريت استخبى بين عربيتين راكنيينلحد لما المدرعة عدت و افتكرت ان خلاص كده

لقيت مدرعتين تانيين بيجروا بنفس الطريقة

و بيدهسوا اى حد ف سكتهم برضه

و خلصوا الشارع و لفوا و رجعوا كرروا اللى عملوه الناحية التانية

تخيلوا بقى منظر الناس و هى مذعورة

خصوصاً ان اغلبية المسيرة كانت ستات و شباب صغير

جرينا على حارة بتنفّد على الشارع الموازى

و الدنيا ضلمة كحل..

اصوات بكا و صريخ ف كل حته

فضلت اجرى لحد لما وصلت عند رمسيس هيلتون

و وقفت بحاول استوعب ايه المشهد اللى شفته ده !

كنت مصدوم من رد فعل قوات الجيش لانه ماكنش متوقع يبقى بالعنف ده

كنت مصدوم من منظر الاشلاء اللى ملت المكان

و صوت بكا و صراخ بينادى يا رب…يا عدرا….يا يسوع :”(

بعدها بحوالى عشر دقايق…ابتدوا الشباب يحاولوا يشيلوا المصابين و يطلعوهم

مهما كتبت او قلت مش هاقدر اوصف بشاعة المنظر الدموى اللى شفته

لقيت اتنين شايلين واحد نصه التحتانى مش موجود

بابص ف وشه…لقيته اللى كان بيهتف قدامى قبل ما ندخل…كنت ماشى جنبه من مكان ما انضميت للمسيرة و لحد ما وقفت اجيب البيبسى…يعنى لو ماكنتش جيبت بيبسى…و اتأخرت…كان زمانى مكانه :”(

و لقيت كذا واحد واخدين رصاص ف كل حته ف جسمهم

و دمهم غرق الشارع..

الناس هاجب جداً

و فيه جزء منهم حاولوا يشيلوا مصابين و يدخلوا بيهم رمسيس هيلتون

بس الامن منعهم و اعتدوا عليهم

ف الناس اتجننت و ابتدت تخبط و ترزع ف الازاز

و انا ماشى شفت حوالى عشر عربيات امن مركزى داخلين على ماسبيرو

و ماعرفتش بعدها ايه اللى حصل لأنى ماكنتش دريان بنفسى

و وقفت حوالى نص ساعة ف الشارع مش حاسس باى حاجة حواليا من الصدمة

لما رجعت بيتى…لقيت اهلى طبعا خاربين الدنيا عليا

و لقيت التليفزيون المصرى…اللى مش لاقيله وصف قذر كفاية اوصفه بيه

بيحكى ف هذى غريب جداً…زى مثلا استشهاد جنديين على يد متظاهرين اقباط

و زى المتاظهرين الاقباط يحاولون اقتحام ماسبيرو و يطلقون الاعيرة النارية على قوات الجيش

و كله كوم…و المذيعين المستفزين و لاد ال(….) كوم تانى

…..

خلاصة القول…حبيت اوضح كام حاجة كده عشان الناس تبقى فاهمة حقيقة اللى حصل :

أولا: احنا كان معانا ف المسيرة مسلمين…يمكن مش كتير…بس اكتر من المسيرتين اللى فاتوا..و كانوا بيشاركونا حتى ف بعض الهتافات المسيحية

ثانياً : لما اتعرضنا للضرب ف اول شبرا…كل اللى علمناه اننا جرينا…و لو كان معانا سلاح زى ما الاعلام بيقول…كان اقل واجب نرد على الاعتدائات دى .

ثالثاً : طول المسيرة كنّا بنأكد على السلمية…و ابونا حذر اكتر من مرة من الاستفزاز او الاحتكاك المثير للعنف

رابعاً : عدد الناس اللى اتدهست و ماتت بالرصاص..اضعاف اضعاف اللى الاعلام اعلن عنه لحد دلوقتى ( 39 شهيد).., و مش هاتردد انى اطلق لقب شهيد على كل واحد خرج ينادى و يقول يا رب احمى البلد دى .

خامساً : زى ما قلت قبل كده فيه ناس انفعلت جدا من مظر الدم و اشلاء الشهداء ف كل حته….عشان كده اى احداث عنف او اعتدائات حصلت بعد كده بين المتظاهرين و الجيش او الشرطة….كانت نتيجة طبيعية جداً للى حصل ( نفس سيناريو احداث الثورة) .

دلوقتى…..ابوس ايديكم ماحدش يصدق حرف من الى بيتقال ف التليفزيون المصرى…مهما كانت شخصية محترمة او محل ثقة…المكان القذر ده ( ماسبيرو) مافيهوش خرم ابرة مش خاضعة للعسكر.., مافيش كلمة بتتقال فيه من غير تخطيط و حساب مسبق….

ماتصدقوش اى اشاعات او اى كلام عن فتن بين المسيحيين و المسلمين غير لما تتأكدوا من المصدر…لان دى اللعبة القذرة دلوقتى…اللى من خلالها اتقلبت الموازين.., اتحول مجلس العار من جانى…لمجنى عليه..و كسب تعاطف معظم المسلمين اللى ماعرفوش حقيقة اللى حصل..و كسب تعاطف كتير كمان من المسيحيين اللى كانوا معترضين على المسيرة…و شايفين انها غلط و ان اللى خرجوا دول يستاهلو اللى حصلهم !

انشروا اى معلومات او ميديا توضح للناس حقيقة اللى حصل…و صلّوا و ادعوا ان كابوس العسكر ده ينتهى قبل خراب مصر .

اوعوا تزودوا الطينة بلّة و تمسكوا ف بعض…عشان خاطر الناس اللى ماتت النهاردة و هى بتهتف سلمية سلمية :”(

ربنا يرحم كل بطل استشهد النهاردة

و يحمى بلدنا المباركة من الخراب


نشر يوم 10 أكتوبر الساعة 00:58 بعد منتصف الليل كنوت على حساب بيشوي الشخصي على فيس بوك بعنوان شهادتى عن أحداث الأحد الدامى

اكتب تعليقُا

أضف تعليق